نعود الى ودالرضى في سنار والسنوات التي قضاها في تلك المنطقة والتي اعتبرها موحشة وقاحلة ومجدبة من الناحية العاطفية بالنسبة له وعانى فيها مر العذاب ولهيب الشوق ونار البعاد ....يقضى ليله في ذكر الاحبه والأهل ويتمنى زيارتهم ونذر لذلك نذرا إذا تحقق أمله وفارق هذه البلاد....و بالرغم من كثرة أمطارها شبهها بالصيف الجاف الحارق....سكب ود الرضي كل ما انتابه من مشاعر حزن واسى وألم في قصيدته الجميلة متى مزاري...والتي يتمنى فيها أن يوفى بنذره الذي قطعه إذا غادر هذه البلاد ....وكلما يتذكر وقت الزيارة تجرى دموعه غزيرة ...حتى الطيف غير راغب في زيارته ..هل هنالك في طرق الأحلام من يراقب أم أن الطيف يحاذر من أمر مخيف ...ويطلب من ملهمته أن تتعطف وتجامل وترسل طيفها عله يجد معه بعض العزاء عن نار البعد والنوى....حتى زيارة النسيم كان لها تأثير في وجدانه فكيف الحال إذا زاره الطيف؟ لكنه متمسك بالأمل والرجاء وليس له من نديم إلا سجعه وغنائه ....حتى أصدقائه الذين يزجون له النصح صار يبغضهم ...... ولايهمه إذا ازداد لهيبه اشتعالا مادام ينتعل جمر الغضى (والغضى شجرة من الأثل خشبه صلب وجمره لا ينطفئ بسهولة ) ...ويعود ود الرضي للوصف فيشبه شعر الحبيب بحظ الحسود والذي دائما ما يكون اسودا...وكيف إن عيونه تستطيع الفتك بالأسود وهو الغزال الصغير...هذا المعنى تطرق له سيد عبد العزيز في أغنية أقيس محاسنك بمن ( هيبة أسد في عيون شدن ) وكذلك محمد بشير عتيق في أغنية ناعس الأجفان
(ليك نفرة الغزلان مع جبرة الفرسان في هيبة المنصور ) ....
أغنية متى مزارى قام بتشطيرها الشاعر إبراهيم العبادى الذي عمل أيضا ككاتب حسابات بخزان سنار وواجه نفس معاناة ودالرضى من غربة وبعد عن الأهل والأحباء فضاعف عدد أبياتها وسنتعرض لها مشطرة في وقت آخر لكن يمكننا أن نذكر البيت الأول بعد التشطير....
ما أقول امتى... المزار.........وأتذكر سجع... الهزار
إلا تجرى دموعي الغزار........منها اغرق وابلل عذارى
زارني ناسم شاقني المزار....هو الدعانى اخلع اذارى
لو يزورني الطيف يبقى كيف
تغنى بهذه الأغنية قبل التشطير عبدالله الماحي وسجلها على الاسطوانات ومبارك حسن بركات سجلها للإذاعة بينما تغنى بها بعد التشطير الحاج محمد احمد سرور وسجلها على الاسطوانات وبادي محمد الطيب سجلها للإذاعة كاملة غير منقوصة
.والى قصيدة متى مزاري...
متى مزاري أوفى نذارى......واجفوا هذا البلد المصيف
*************
ما أقول امتى....... المزار........إلا تجرى دموعي..... الغزار
زارني ناسم شاقني المزار.......لو يزورني الطيف يبقى كيف
*************
ياخصيب السوح امتى اطوفك........وأستريح الروح من قطوفك
ياحبيبى إن شاء الله أشوفك.........في نعيمك...... وظلك وريف
**************
أشهى.... والآمال يفرحوني.......مالي إلا سجعي.......ولحونى
صرت ابغض من ينصحوني........هل تجامل وترسل لي طيف
***************
امتداحك بقى لي قراية............لي تملى القرطاس مراية
الوحايح فصمت عراى.........ها جزا من يعشق ظريف
*************
شعرك اسود زى حظ حسدوك......نور تضاحك بدرك فصودك
كم غضنفر.... فاتكابو سودك.......والمها تهواك .....يا خشيف
************
عفوك اسمح لأجلك ثناى..............لا امل من قبلك ....عناى
عندى مرك حلو يا مناى............والذي يرضيك هو اللطيف
***********
يا ما عاشق وما هو وافى.........ويا ما شاعر يقصد عوافى
مثلهم من يعشق ..قوافي........ومثلنا من يعشق....... عفيف
***********
يامحجب صاين... جمالك...........يا مهفهف بعضك امالك
دام زهاك ..ودايم... كمالك.........يا وحيد القدر.... المنيف
***********
يا رشيقا حسنك..... نمالك.......قل لطيفك هاجرنى... مالك
دمعي كف وكفى انهمالك...........إن بعد الصيف الخريف
*************
يا لهيبي.... الزاد اشتعالا............لي جمر الغضى انتعالا
يا نسيم المحبوب تعالا............من لريحك ارحم ..بهيف
***********
يا امانى .....من كل واقب........ماله طيفك لي ما هو راغب
هل في طرق الأحلام مراقب......أم يحاذر امرا...... مخيف
*********
إن أقول الثنا يا جحاجح..........فهو منه واليه ........راجح
إن تزنبو ترى وزنه راجح........خلى معنى و الروح خفيف
*********
السلام ما ابتسمت زهورك............ما تلألأ رف نور نهورك
ما جلت بسماتك ...شهورك...........يبقى لي متكأك.....قطيف
وجنات
__________________
الكتوف واقعة **** والعيون ياناس مويتن ناقعة
الوجن قادحات **** فى الظلام فاقعه
قصدي شبالها وراضى بالصاقعة .....